بودين ابراهيم
2مغاربة مشاو للمتحف ، لقاو واحد المقراج ، حكو واحد و خرجلو عفريت ، قالو اللي تمنيتيها تاخدها و صاحبك ياخد 2 منها ، فكر المغربي مزيان ، و فالتالي تمنى يثقبلو عين واحدة باش صاحبو تثقبلو 2 عينين !!!
صحيح انها مجرد نكتة ، لكنها تحمل بين سطورها الكثير من الواقع المغربي ، و لعلها تحمل جزءا كبيرا من الجواب على تساؤل جلالة الملك حول سبب عدم الاستفادة من الثروة اللامادية التي يتمتع بها المغرب , و بالخصوص الشق البشري منها .
و اذكر في هذا الصدد ، درسا دينيا حضرته في رمضان حول ”روح القرآن” ، حين حث الدكتور المغاربة بالتفكير في هموم الأمة او الصالح العام قبل الخاص -دون ان يلقوا بايديهم الى التهلكة- ، و اعطى مثالا اعجبني ، عندما قال << ايلا بغيت نكون طبيب مثلا ، خصني نكون طبيب حيت الامة تاتحتاجني ماشي باش نجمع الفلوس ولا نبدا نبان على الامة ، و ايلا بغيت نكون استاذ خصني نكون استاذ حيت الامة محتاجة لاستاذ ماشي باش نجمع الفلوس و نبان على الامة >> ، كل هذا سطره تحت مسمى ”روح القرآن” .
مع الاسف ان كثير من المغاربة لا يتوفرون على ”روح القرآن” ، ما جعل الانانية تسيطر على افكارهم ، و هذا بالضبط ما يحد من الاستفادة من الثروة اللامادية . لأن المواطن المغربي لا يقبل ان يكون سببا في قضاء مصلحة مواطن اخر الا اذا كان اقل منه قدرا ، ما يدفعه أولا إلى الصراع لتحقيق سبل الرفاه دون اكتراث للمصلحة العامة (لأن المصلحة العامة في نظره سيستفيد منها بعض المواطنين الاعلى منه قدرا) ، ثانيا يحاول عرقلة من يسير نحو تجاوز مستواه (و هو ما عبرت عنه النكتة)
”روح القرآن” هو الحل لايجاد الثروة المبحوث عنها ، بل انه هو الثروة نفسها ، و لصناعته لدى المغاربة لابد من الاهتمام بالجانب التوعوي داخل المدارس المغربية . مع الأسف المدارس تخلت على دورها التربوي ، و إن وجدت مدارس تهتم بالتربية فهي تركز على التربية الاخلاقية فقط مقابل اهمال خطير للتربية الايديولوجية الفكرية و المبدئية و النفسية ، و هي الكفيلة بزرع زهرة ”روح القرآن”